تشير المعطيات الميدانية في كل من العراق وسوريا ولبنان ان تنظيم "داعش"، انهزم في دير الزُّور، كما يواجه الى جانب تحرير الرقة ضغوطا متزايدة لإظهار القوة والنفوذ ، في الوقت الذي تنهار فيه خلافته على الارض.
وتقول المعلومات المتوفرة ان هذه التنظيم اصبح اقل مركزية، وباتت المسؤوليات توزع على القادة المحليين، وكان هذا واضحا في المفاوضات التي جرت بينه وحزب الله في جرود بعلبك والقاع، حيث تبيّن ان القرار الذي اتخذته داعش كان منعزلا عن رأي القيادة .
ويقول تقرير لمجلس الامن الدولي ان "داعش" بدأ في ارسال الأموال الى المناطق التي لا يملك فيها فروعا، استعدادا لسقوط "الخلافة" في العراق وسوريا، ولضمان قدرته على تنفيذ الهجمات في الخارج .
ورأت مصادر سياسيّة وعسكرية انه مع خسارة داعش لكل هذه المعارك، فانه يتحول من جماعة مسلّحة تحكم مناطق محدّدة، الى عصابات ارهابيّة تعمل خارج سيطرتها على مناطق او مدن معيّنة، ومع هكذا واقع تزداد خطورة التهديدات الارهابية التي يمثلها هذا التنظيم في المنطقة العربية وفي العالم اجمع .
وتشير التقارير الى ان المقاتلين الأجانب الذين درّبهم بدأوا بالفرار من العراق وسوريا الى بلادهم، وانه من أصل 30 الف ارهابي هناك حوالي تسعة آلاف من شرق اسيا، وثمانية آلاف من أوروبا، وستة آلاف من تونس، وثلاثة آلاف من المملكة العربية السعودية .
ويشير تقرير نشرته الامم المتحدة الى ان هؤلاء الارهابيين ينقسمون الى ثلاثة أقسام، منهم من هو محبط بسبب سقوط الاوهام ومنهم من بقي على افكاره الاكثر تشددا، ولم يتزحزح ولاءهم للتنظيم، وآخرون تخلوا عن داعش لكنهم ما زالوا متطرفين، وقد تكون لديهم رغبة للانضمام الى تنظيم ارهابي آخر .
في هذا السياق، رأت مصادر امنية لبنانية ان ما يهمنا من هذا التحول ان تتمكن الدولة اللبنانية بالتعاون مع العربية السعودية، وباقي العالم العربي، الاّ يتمكن أحد من الثلاثة آلاف عنصر سعودي في هذا التنظيم، من اختراق الإجراءات الأمنية اللبنانية، خاصة وان هؤلاء وبحجة السياحة في لبنان يمكن ان يستغلّوا هذا الوضع ويدخلون وفي جعبتهم هجمات ارهابية، اضافة الى عشرات اللبنانيين الداعشييين الموجدين في مخيم عين الحلوة ، وكذلك بعض الخلايا النائمة.
ان هذا التعريف وبحسب مصادر امنية مهم لفهم التحديات المرتبطة بعودة المقاتلين الأجانب الى اوطانهم، وكذلك بالنسبة لبرامج مكافحة التطرّف العنيف التي تم وضعها للتعامل مع الارهابيين العائدين الى أوروبا. ولكن هذه الخطوة يجب ان تكون مصحوبة باجراءات امنية مشددة على الحدود، لاسيما وان البعض من هؤلاء يُصنّفون بدرجة مرتفعة من الخطورة، وأنهم لن يعودوا الى بلدانهم، باستخدام أسمائهم ووثائق سفرهم الحقيقية، ولكن سيعبرون الحدود بوثائق سفر مزورة بدقة عالية .
واكدت مصادر امنية لبنانية، انه يجب الا نتصور ان سقوط تنظيم داعش في المنطقة العربية، وانتهاء طموحاتهم ومشاريعهم بولايات وإمارات في منطقتنا، يعني نهاية تهديده الإرهابي للمنطقة وللعالم، حيث بات واضحا العزم لدى عناصره على تنفيذ هجمات ارهابية في اي مكان من العالم، وخاصة في الدول الغربية.
وشدّدت المصادر نفسها على ان الأولوية الان في لبنان وفي الدول المجاورة، كذلك في العواصم الغربية، ستكون بتبادل المعلومات والتعاون في النقاط الحدودية على مستوى دولي.